إبراهيم بن عبد الرفيع
ابن عبد الرفيع (639 - 733 أو 734 هـ) (1) (1244 - 1332) أو 1333 م).
ابراهيم بن حسن بن علي بن عبد الرفيع الربعي التونسي، أبو اسحاق، العلامة المحدث، الفقيه المدرس الخطيب القاضي المفتي.
ولد بتونس في 8 ربيع الأول، وبيته من البيوت المشهورة بتونس في العصر الحفصي.
أخذ عن القاضي محمد بن عبد الجبار الرعيني السوسي، وعثمان بن سفيان بن عثمان التميمي ابن الشقر، وعبد الله بن محمد بن أحمد بن الحجام اللخمي، وعن جماعة من الأندلسيين الوافدين على تونس، وممن قرأ عليه وروى عنه محمد بن جابر الوادي آشي، وسمع منه علي بن محمد بن القاسم بن فرحون اليعمري المدني مولدا التونسي الأصل عند حلوله بتونس، وروى عنه حسن بن أبي القاسم بن باديس القسنطيني (راجع رحلة العياشي 2/ 205). وأخذ عنه الخطيب ابن مرزوق التلمساني، وأجاز للمحدث الرحالة محمد بن سعيد بن محمد الرعيني الأندلسي الفاسي.
تردد في ولاية القضاء بين تبرسق وقابس نحو ثلاثين عاما، وتولى قضاء الجماعة بتونس نحو خمس مرات أولها سنة 699/ 1300، وتولى الخطابة بجامع الزيتونة ثم صرف عنها وتولى عوضه هارون الحميري.
وامتحن بالعزل والنفي إلى المهدية والسجن بها في ما جل ما يزيد عن العامين، وذلك أن الأمير أبي ضربة بن أبي زكرياء اللحياني قتل نفسا فسلمه والده إلى قاضي الجماعة ابن عبد الرفيع فاقرّ بالقتل وحكم عليه بالقصاص، ولما عفا الأولياء بقي في سجن القاضي على مقتضى المذهب المالكي من سجن القاتل عاما وضربه مائة أن لم يقع القصاص كفارة للقتل إن كان القتل بإقراره، ولبث بالسجن إلى أن أخرجه أهل الحل والعقد وبايعوه لما تخلى والده عن السلطنة، وكان أول ما قام به بعد ولايته هو الانتقام من قاضي دولتهم ابن عبد الرفيع.
وابن عبد الرفيع على علمه وفضله كانت فيه عصبية بلدية ضيقة. لما مرض إمام جامع الزيتونة هارون الحميري (ت 729/ 1329) استخلف في الخطابة الشيخ محمد بن عبد السلام المنستيري فبلغ ذلك قاضي الجماعة صاحب الترجمة فقدم الشيخ محمد بن محمد بن عبد الستار وأخّر ابن عبد السلام فأتاه وقال له: أيجرحه هذا؟ فقال: لا، ولكن أهل تونس ما يولون جامعها إلا من هو من بلدهم. وهذا قول عجيب من قاضي الجماعة فهل أن البلدية من شروط الإمامة أم لها شروط أخر إذا توفرت تسند لمستحقها ولو كان أجنبيا من غير أبناء القطر فضلا عن أن يكون من أبنائه نعوذ بالله من هوى النفس ومخالفة القول والعمل للعلم.
وضايق بسوء معاملته ابن راشد القصصي فقد منعه من الجلوس بجامع القصر الأعلى وقال له: إن دخلته أكسر رجليك، وابن راشد من أشهر علماء عصره فما معنى منعه من الجلوس للوعظ بجامع من الجوامع؟ ونسي ابن عبد الرفيع قوله تعالى {وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلّهِ} غفر الله له وعفا عنه.
توفي في شهر رمضان ودفن بدار أعدها لدفنه قرب جامع القصر الأعلى وجعل بإزائها كتابا لتعليم الصبيان.
مؤلفاته
1) أربعون حديثا في ذكر أربعين صحابيا روى عنهم غريبة الإسناد عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال الحافظ الذهبي: استفدت منها. 2) البديع في شرح التفريع لابن الجلاب، وفي كشف الظنون أنه مختصر التفريع المسمى بالسهل البديع وعزاه لابن عبد الرفيع.
3) الرد على ابن حزم في اعتراضه على مالك في أحاديثه خرّجها في الموطأ ولم يقل بها.
4) الرد على قاضي الأنكحة أبي علي عمر بن محمد بن إبراهيم بن عبد السيد الهاشمي في عدم جواز عقدة نكاح بين ذميين بشهادة المسلمين، وألف بن عبد السيد كتابا في إباحة الحكم والشهادة عليهم وفي أنكحتهم سماه «إدراك الصواب في أنكحة أهل الكتاب» ورد ابن عبد الرفيع على هذا الكتاب.
5) الأجوبة عن أسئلة أوردها أبو بكر الطرطوشي
5 مكرر) الرد على المتنصّرين. ذكره برانشفيك. في بلاد البربر الشرقية في عصر الحفصيين (بالفرنسية) 12.
6) فهرسة.
7) مختصر (é) فتاوى (أجوبة) القاضي ابن رشد.
8) معين الحكام وهو كتاب كثير الفائدة، غزير العلم، نحا فيه إلى اختصار المتبطية، 2 مجلدان مخطوطات المكتبة الوطنية بتونس. رقم 3498.
المصادر والمراجع
- برنامج الوادي ص 41 - 42، تاريخ الدولتين 44، 46، 50، 51، 54 - 65، 57، 60، تاريخ معالم التوحيد 17 - 18، الحلل السندسية 1 ق 2/ 652 - 53، درة الحجال 1/ 177 - 78، الدرر الكامنة 1/ 24، الديباج 29، وفي نهاية ترجمته ذكره الذهبي في العبر، والعبر ينتهي في وفيات سنة 700 فراجعت ذيل العبر للذهبي في وفيات سنتي 733 و 734 فلم أجد له ترجمة، شجرة النور الزكية 1/ 207، 2/ 147، الفكر السامي 4/ 74، فهرس الفهارس 1/ 327، كشف الظنون 1036، 1745، مرآة الجنان لليافعي 4/ 291، معجم المؤلفين 1/ 25، المنهل الصافي لابن تغرى بردى 1/ 45 - 46، الوفيات لابن قنفذ 54، هدية العارفين 1/ 15.
الهوامش
(1) هذا التاريخ ذكره تلميذه الوادي آشي في «برنامجه» وذكر غيره سنة 634.
(2) كذا في «التبصرة» لابن فرحون 1/ 152، وفي الديباج «اختصار أجوبة».
