«ربيع القطان»: الفرق بين المراجعتين

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث
سطر 3: سطر 3:
 
هو أبو [[سليمان]] ربيع بن [[سليمان]] بن عطاء الله النوفلي شهر القطان، أبو [[سليمان]]، وينتسب أهله إلى قريش.
 
هو أبو [[سليمان]] ربيع بن [[سليمان]] بن عطاء الله النوفلي شهر القطان، أبو [[سليمان]]، وينتسب أهله إلى قريش.
  
ولد ب[[القيروان]] سنة 288هـ/901م، وقرأ العربية والنحو واللّغة على أبي علي المكفوف، وأبي عبد الله الدارني، وأخذ علوم الدين عن أحمد بن نصر، وأبي بكر بن اللّباد، و[[أبو العرب التميمي|أبي العرب التميمي]] وغيرهم. قال الخشني في طبقاته: "كان صاحبي في كلّ مجلس ومساعدي في كلّ علم طلبت، وديوان درست". خرج إلى الحج مرتين، الأولى سنة 324هـ/936م، التقى فيها بجماعة من العلماء المتعبدين، ثم عاد إلى دكانه في [[القيروان]] يبيع القطن حتى لقب باسم حرفته، وفي دكانه كان يأتيه طلبة العلم.
+
ولد ب[[القيروان]] سنة 288هـ/901م، وقرأ العربية والنحو واللّغة على أبي علي المكفوف، وأبي عبد الله الدارني، وأخذ علوم الدين عن أحمد بن نصر، وأبي بكر بن اللّباد، و[[أبو العرب التميمي|أبي العرب التميمي]] وغيرهم. قال الخشني في طبقاته: "كان صاحبي في كلّ مجلس ومساعدي في كلّ علم طلبت، وديوان درست". خرج إلى الحج مرتين، الأولى سنة 324هـ/936م، التقى فيها بجماعة من العلماء المتعبدين، ثم عاد إلى دكانه في [[القيروان]] يبيع القطن حتى لقب باسم حرفته، وفي دكانه كان يأتيه طلبة العلم.ووصفه الخشني قائلا: "كان من أهل الحفظ والفهم، فقيها مفتيا حسن التصرّف، نظر في مذهب الناس مع إلزام مذهب مالك، ثمّ انحرف بعد ذلك عن كلّ ما كان عليه من الكلام في الرأي وذهب إلى علم الباطن والنسك والعبادة، وتلاوة القرآن وتفهّمه على طريق أهل الارادة، وأهل ذلك الفنّ، وصار داعية إليه، وكتب إليّ أنّه نفع به خلقا كثيرا، وكان يكاتبني إلى الأندلس كثيرا ويدعوني إلى التخلّي عن الدنيا والانابة إلى اللّه".
ووصفه الخشني قائلا: "كان من أهل الحفظ والفهم، فقيها مفتيا حسن التصرّف، نظر في مذهب الناس مع إلزام مذهب مالك، ثمّ انحرف بعد ذلك عن كلّ ما كان عليه من الكلام في الرأي وذهب إلى علم الباطن والنسك والعبادة، وتلاوة القرآن وتفهّمه على طريق أهل الارادة، وأهل ذلك الفنّ، وصار داعية إليه، وكتب إليّ أنّه نفع به خلقا كثيرا، وكان يكاتبني إلى الأندلس كثيرا ويدعوني إلى التخلّي عن الدنيا والانابة إلى اللّه".
 
 
قال المالكي في "رياض النفوس": كان ربيع من العلماء المعدودين، والعبّاد المجتهدين، والنسّاك وأهل الورع والدين، وكان يؤلّف الخطب والرسائل ويقول الشعر. وكان لسان [[إفريقية]] في وقته في الزهد والرقائق والكلام على الأحوال والمقامات، انتفع من ذلك بصحبة أبي الحسن علي بن سهيل الدينوري، وأبي علي الروذماري وغيرهما".
 
قال المالكي في "رياض النفوس": كان ربيع من العلماء المعدودين، والعبّاد المجتهدين، والنسّاك وأهل الورع والدين، وكان يؤلّف الخطب والرسائل ويقول الشعر. وكان لسان [[إفريقية]] في وقته في الزهد والرقائق والكلام على الأحوال والمقامات، انتفع من ذلك بصحبة أبي الحسن علي بن سهيل الدينوري، وأبي علي الروذماري وغيرهما".
 
وكان لربيع القطّان حلقة كبيرة بجامع [[القيروان]] أيام خروج أبي زيد مخلد بن كيداد الخارجي يجتمع إليه فيها أهل هذه الطبقة من الزهّاد والمتعبّدين، وعرف بمجادلاته مع أهل الشيعة.وله خطب ومراسلات عدّة. ويبدو أنّه ألّف كتابا في تراجم الزهاد والعبّاد إذ ينقل المالكي عن كتاب بخطّه وعبارته: "قال [[ربيع القطان]] بخطّه".
 
وكان لربيع القطّان حلقة كبيرة بجامع [[القيروان]] أيام خروج أبي زيد مخلد بن كيداد الخارجي يجتمع إليه فيها أهل هذه الطبقة من الزهّاد والمتعبّدين، وعرف بمجادلاته مع أهل الشيعة.وله خطب ومراسلات عدّة. ويبدو أنّه ألّف كتابا في تراجم الزهاد والعبّاد إذ ينقل المالكي عن كتاب بخطّه وعبارته: "قال [[ربيع القطان]] بخطّه".

مراجعة 09:30، 15 ديسمبر 2016

[288 - 333هـ/901 - 944م]

هو أبو سليمان ربيع بن سليمان بن عطاء الله النوفلي شهر القطان، أبو سليمان، وينتسب أهله إلى قريش.

ولد بالقيروان سنة 288هـ/901م، وقرأ العربية والنحو واللّغة على أبي علي المكفوف، وأبي عبد الله الدارني، وأخذ علوم الدين عن أحمد بن نصر، وأبي بكر بن اللّباد، وأبي العرب التميمي وغيرهم. قال الخشني في طبقاته: "كان صاحبي في كلّ مجلس ومساعدي في كلّ علم طلبت، وديوان درست". خرج إلى الحج مرتين، الأولى سنة 324هـ/936م، التقى فيها بجماعة من العلماء المتعبدين، ثم عاد إلى دكانه في القيروان يبيع القطن حتى لقب باسم حرفته، وفي دكانه كان يأتيه طلبة العلم.ووصفه الخشني قائلا: "كان من أهل الحفظ والفهم، فقيها مفتيا حسن التصرّف، نظر في مذهب الناس مع إلزام مذهب مالك، ثمّ انحرف بعد ذلك عن كلّ ما كان عليه من الكلام في الرأي وذهب إلى علم الباطن والنسك والعبادة، وتلاوة القرآن وتفهّمه على طريق أهل الارادة، وأهل ذلك الفنّ، وصار داعية إليه، وكتب إليّ أنّه نفع به خلقا كثيرا، وكان يكاتبني إلى الأندلس كثيرا ويدعوني إلى التخلّي عن الدنيا والانابة إلى اللّه". قال المالكي في "رياض النفوس": كان ربيع من العلماء المعدودين، والعبّاد المجتهدين، والنسّاك وأهل الورع والدين، وكان يؤلّف الخطب والرسائل ويقول الشعر. وكان لسان إفريقية في وقته في الزهد والرقائق والكلام على الأحوال والمقامات، انتفع من ذلك بصحبة أبي الحسن علي بن سهيل الدينوري، وأبي علي الروذماري وغيرهما". وكان لربيع القطّان حلقة كبيرة بجامع القيروان أيام خروج أبي زيد مخلد بن كيداد الخارجي يجتمع إليه فيها أهل هذه الطبقة من الزهّاد والمتعبّدين، وعرف بمجادلاته مع أهل الشيعة.وله خطب ومراسلات عدّة. ويبدو أنّه ألّف كتابا في تراجم الزهاد والعبّاد إذ ينقل المالكي عن كتاب بخطّه وعبارته: "قال ربيع القطان بخطّه".