«سعيد بن الحداد»: الفرق بين المراجعتين

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث
(أنشأ الصفحة ب''''ابن الحداد (219 - 302 هـ‍) (834 - 915 م)''' سعيد بن محمد بن صبيح بن الحداد الغسّاني القيرواني، أبو عثم...')
 
 
سطر 1: سطر 1:
 
'''ابن الحداد (219 - 302 هـ‍) (834 - 915 م)'''
 
'''ابن الحداد (219 - 302 هـ‍) (834 - 915 م)'''
  
سعيد بن محمد بن صبيح بن الحداد الغسّاني القيرواني، أبو عثمان، من علماء اللغة والفقه، والكلام، والجدل، مع قوة العارضة، وحضور البديهة.
+
سعيد بن محمد بن صبيح بن الحداد الغسّاني القيرواني، أبو عثمان، من علماء اللغة والفقه، والكلام، والجدل، مع قوة العارضة، وحضور البديهة. صحب الإمام سحنون
 
 
صحب الإمام سحنون، وكان يطربه جدا، ويذهب في الثناء عليه كل مذهب، وسمع من غيره من شيوخ القيروان كأبي سنان يزيد بن سنان الأزدي، ورحل إلى طرابلس فسمع الحديث من أبي الحسن الكوفي، وسمع منه ابنه عبد الله، وأبو العرب التميمي وأحمد بن موسى التمار.
 
 
 
ولم تكن له رحلة إلى المشرق لقلة ذات يده، وإنما اثرى في شيخوخته بعد موت أحد أقاربه في صقلية وإرثه منه مالا جليلا.
 
 
 
وكان قليل الاشتغال بجمع الرواية والكتب، وكان يقول: إنما هو النظر والخبر، ولو دخلت المشرق ما كانت لي به حاجة غير الخبر.
 
 
 
مال إلى مذهب الشافعي من غير تقليد بل كثيرا ما كان يخالفه، بل كان مائلا إلى الاجتهاد، قال الخشني: «وكان مذهبه النظر والقياس والاجتهاد، لا يتحلى بتقليد أحد من العلماء، ويقول: إنما أدخل كثيرا من الناس إلى التقليد نقص العقول ودناءة الهمم، وكان يقول: القول بلا علة تعبد، والتعبد لا يكون إلا من المعبود وكان يقول: كيف يسع مثلي ممن آتاه الله فهما أن يقلد أحدا من العلماء بلا حجة ظاهرة».
 
 
 
وكان مبغوضا من المالكية على عهد الأغالبة، إذ نقل عنه أنه كان يسمى «المدونة المدودة»، حتى هجره أصحاب سحنون، واغروا به القاضي ابن طالب فهمّ به، ثم نشأت بينهما صحبة فكان له على بر، ومع هذايل إنه كان معظما للإمام مالك، يسيء الرأي في الإمام أبي حنيفة وأصحابه، حتى روي عنه أنه قال: «تذكرت بقلبي مسائل لأبي حنيفة ركب فيها المحال اضطرارا نحو أربعمائة مسألة».
 
 
 
وكان فصحيا مفوها يمتلك المجلس بفصاحته وغزارة محفوظه، قال الخشني: «وكان أبو عثمان آنس الفقهاء مجلسا، وأغزرهم خبرا».
 
 
 
ولما زالت الدولة الأغلبية، وحلت محلها الدولة العبيدية الشيعية الإسماعيلية، حاول رجالها إفحام فقهاء القيروان، وإظهار عجزهم، وإسقاط مكانتهم لدى الجماهير عن طريق مجالس الجدل والمناظرة، بعد حملة مروعة من الاضطهاد، والتنكيل، فتصدى لهم سعيد بن الحداد، ودارت بينه وبين أبي العباس المخطوم شقيق الداعي أبي عبد الله الشيعي الصنعاني نحو من أربعين مجلسا احتفظ لنا الخشني بأربعة مجالس منها.
 
 
 
وقد أظهر أبو عثمان في هذه المجالس التفوق والشفوف على مناظريه، فافحمهم وكشف عن تمويهاتهم، وأعانه على ذلك قوة عارضة، وبصره الجيد باللغة وإتقانه لأساليب الجدل والمناظرة، واطلاعه على المذاهب والنحل، فذب عن السنة، وقاوم زيغ وانحراف المذهب الاسماعيلي الباطني، حتى شبهه أهل القيروان بالإمام أحمد بن حنبل أيام المحنة.
 
 
 
وكان له قبل ذلك مناظرات مع المعتزلة القائلين بخلق القرآن كالقاضي عبد الله بن هارون الكوفي، وعبد الله بن الأشج، وسليمان بن الفراء.
 
 
 
وكان له مع الحنفية جولات ومراجعات قال الزبيدي: وكان العراقيون (أي اتباع الإمام أبي حنيفة) يوجهون إليه من تلاميذهم من يعنته ويسأله فحدثني بعض أهل القيروان قال: أتوه يوما فألفوه في الحمام فلقوه وهو خارج فقالوا له: اعزك الله كيف وجدت الحمام؟ فقال: غاية في الطيب فقالوا: أمن جهة الذوق وجدت طيبه أصلحك الله؟ فقال لهم:
 
 
 
يا حثالة الزنادقة، واخوان المدابير، وتلاميذ الملحدين أرأيتم قوله عزّ وجل «حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بريح طيبة (سورة يونس الآية 22) أمن قبل الذوق وجد طيب الريح»؟
 
 
 
وله نظم كثير في ابن أخ له أسر، وفي ولد له مات، ولم يصلنا من هذا الشعر شيء، توفي في رجب وقيل في ذي القعدة، ولما مات خرج البريد سحرا يبشر أمير بني عبيد ودفن بمقبرة باب سلم ورثي بأشعار كثيرة.
 
  
 
'''مؤلفاته'''
 
'''مؤلفاته'''
سطر 37: سطر 13:
 
4) توضيح المشكل في القرآن، منه قطعة في المكتبة الوطنية بتونس.
 
4) توضيح المشكل في القرآن، منه قطعة في المكتبة الوطنية بتونس.
  
5) رد على الشافعي، قال الخشني: «وله رد على الشافعي في كتاب لم يظهر على أيدي الناس، وأراه لم يأخذ نسخته، وكان مقدار تأليفه على الشافعي شقتين، كل شقة منها تسمى ثلث قرطاس فملأها ظهرا وبطنا».
+
5) رد على الشافعي.
  
 
6) العبادة الكبرى والصغرى.
 
6) العبادة الكبرى والصغرى.
سطر 47: سطر 23:
 
9) معاني الأخبار، منه قطعة في المكتبة الوطنية بتونس، وله كتب أخرى لم تصلنا أسماؤها.
 
9) معاني الأخبار، منه قطعة في المكتبة الوطنية بتونس، وله كتب أخرى لم تصلنا أسماؤها.
  
'''المصادر والمراجع'''
+
'''المصدر:'''
 
 
- الاعلام 3/ 154، 10/ 98.
 
 
 
- أعلام الفكر الإسلامي في تاريخ المغرب العربي لمحمد الفاضل بن عاشور ص 37 - 43.
 
- انباه الرواة 2/ 53.
 
 
 
- البيان المغرب 1/ 20.
 
 
 
- بغية الوعاة 1/ 589.
 
 
 
- تراجم اغلبية مستخرجة من مدارك القاضي عياض للأستاذ محمد الطالبي، ص 363.
 
 
 
- طبقات علماء افريقية للخشني 201 - 205، 257 - 273 (مجالس مناظراته).
 
 
 
- طبقات اللغويين والنحويين للزبيدي 261 - 262.
 
 
 
- مرآة الجنان 1/ 214، 217، 258 - 263.
 
  
- بلاد البربر الشرقية على عهد الزبيريين (بالفرنسية) 715.
+
محمد محفوظ، تراجم المؤلفين التونسيين، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى، 1982، ج2، ص ص 105-108.

المراجعة الحالية بتاريخ 10:43، 4 سبتمبر 2019

ابن الحداد (219 - 302 هـ‍) (834 - 915 م)

سعيد بن محمد بن صبيح بن الحداد الغسّاني القيرواني، أبو عثمان، من علماء اللغة والفقه، والكلام، والجدل، مع قوة العارضة، وحضور البديهة. صحب الإمام سحنون

مؤلفاته

1) كتاب الاستواء.

2) كتاب الاستيعاب

3) كتاب الامالي.

4) توضيح المشكل في القرآن، منه قطعة في المكتبة الوطنية بتونس.

5) رد على الشافعي.

6) العبادة الكبرى والصغرى.

7) كتاب عصمة النبيين.

8) كتاب المقالات، رد على أهل المذاهب أجمعين.

9) معاني الأخبار، منه قطعة في المكتبة الوطنية بتونس، وله كتب أخرى لم تصلنا أسماؤها.

المصدر:

محمد محفوظ، تراجم المؤلفين التونسيين، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى، 1982، ج2، ص ص 105-108.