«محمد بن حارث الخشني»: الفرق بين المراجعتين
ط (نقل Bhikma صفحة محمد بن حارث الخنشني إلى محمد بن حارث الخشني دون ترك تحويلة) |
|||
| سطر 7: | سطر 7: | ||
قدم الأندلس حدثا سنة 311/ 923، وسنه 12 سنة على ما قيل، وهذا محل نظر بل الغالب على الظن أنه عند ما انتقل إلى الأندلس لا تقل سنه عن العشرين لأن تراجمه للعلماء الافارقة تدل على معرفة ونقد، ويستبعد من صبي عمره اثنتا عشرة سنة أن يكون عارفا بأحوال المترجمين، وله ملكة نقدية، سمع بالأندلس من أحمد بن زياد، وأحمد بن عبادة، والحسن بن سعد، وقاسم بن أصبغ، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، ومحمد بن يحيى بن لبابة، وغيرهم من القرطبيين. | قدم الأندلس حدثا سنة 311/ 923، وسنه 12 سنة على ما قيل، وهذا محل نظر بل الغالب على الظن أنه عند ما انتقل إلى الأندلس لا تقل سنه عن العشرين لأن تراجمه للعلماء الافارقة تدل على معرفة ونقد، ويستبعد من صبي عمره اثنتا عشرة سنة أن يكون عارفا بأحوال المترجمين، وله ملكة نقدية، سمع بالأندلس من أحمد بن زياد، وأحمد بن عبادة، والحسن بن سعد، وقاسم بن أصبغ، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، ومحمد بن يحيى بن لبابة، وغيرهم من القرطبيين. | ||
| − | دخل سبتة قبل سنة 320/ 933 فحبسه أهلها عندهم، وتفقه عليه قوم منهم، وحقق لهم قبلة جامعهم فوجد فيه تغريبا فامتثلوا أمره وشرّقوها، ثم دخل الاندلس، وتردد في كور الثغور، واستقر آخرا بقرطبة، وإصلاحه لقبلة جامع سبتة وامتثال أهلها لأمره يدل على أنه شاب في طور الرجولة لا صبيا عمره اثنتا عشرة سنة، وكان له بالقيروان دكان يجلس فيه لبيع | + | دخل سبتة قبل سنة 320/ 933 فحبسه أهلها عندهم، وتفقه عليه قوم منهم، وحقق لهم قبلة جامعهم فوجد فيه تغريبا فامتثلوا أمره وشرّقوها، ثم دخل الاندلس، وتردد في كور الثغور، واستقر آخرا بقرطبة، وإصلاحه لقبلة جامع سبتة وامتثال أهلها لأمره يدل على أنه شاب في طور الرجولة لا صبيا عمره اثنتا عشرة سنة، وكان له بالقيروان دكان يجلس فيه لبيعالأدهان للتجميل من صنعه لأنه كان حكيما يتصرف في الأعمال اللطيفة، وهذه حجة أخرى على أنه ارتحل من القيروان وسنه فوق الاثنتي عشرة سنة بنحو عقد من السنين، لأن من كان صبيا لا يصنع الأدهان، ويعرضها للبيع ويشتريها الناس. |
| + | |||
| + | قال أحمد بن عبادة: رأيت ابن الحارث في مجلس أحمد بن نصر - يعني وقت طلبه بالقيروان - وهو شعلة يتوقد في المناظرة. | ||
| + | |||
| + | ومما قيل في وصفه: أنه كان ذكيا فطنا متفننا عالما بالفتيا، حسن القياس في المسائل حافظا للفقه، متقدما فيه، عالما بالاخبار وأسماء الرجال، شاعرا بليغا إلاّ أنه يلحن، من أهل الفضل والاطلاع، وكان يتعاطى صناعة الكيمياء ولاّه الحكم المواريث ببجّاية، وولي الشورى بقرطبة، وتمكن للحديث من ولي عهدها الحكم الثاني المستنصر بالله الأموي، وألّف له تآليف حسنة، وآلت به الحال بعد موت الحكم إلى الجلوس في حانوت لبيع الأدهان. | ||
| + | |||
| + | توفي بقرطبة في 13 صفر، ودفن بمقبرة مومرة. | ||
| + | |||
| + | '''تآليفه''' | ||
| + | |||
| + | 1) كتاب الاتفاق والاختلاف في مذهب مالك، توجد منه قطعة صغيرة الحجم ذات 16 ست عشرة ورقة، مكتوبة على الرق بالمكتبة الوطنية بتونس رقم 17778 (وأصلها من مكتبة القيروان). | ||
| + | |||
| + | 2) كتاب أصول الفتيا، بالخزانة العامة بالرباط ضمن أول مجموع رقم 1729، والصديق الدكتور محمد أبو الأجفان بصدد تحقيقه. | ||
| + | |||
| + | 3) كتاب الاقتباس. | ||
| + | |||
| + | 4) تاريخ الافريقيين. | ||
| + | |||
| + | 5) تاريخ علماء الأندلس. | ||
| + | |||
| + | 6) تاريخ قضاة قرطبة، نشره المستشرق الاسباني جوليان ريبيرة بمدريد سنة 1914 معتمدا على النسخة المحفوظة باكسفورد، وأعاد نشره السيد عزت | ||
| + | العطار الحسيني في القاهرة سنة 1372/ 1952. | ||
| + | |||
| + | 7) كتاب التعريف. | ||
| + | |||
| + | 8) طبقات علماء افريقية، حققه محمد بن أبي الشنب (الجزائر 1914) ذيلا لطبقات أبي العرب التميمي، وأعاد طبعه ذيلا لقضاة قرطبة السيد عزت العطار الحسيني. | ||
| + | |||
| + | 9) رأي مالك الذي خالفه فيه أصحابه. | ||
| + | |||
| + | 10) الرواة عن مالك. | ||
| + | |||
| + | 11) كتاب فقهاء المالكية. | ||
| + | |||
| + | 12) كتاب المولد والوفاة. | ||
| + | |||
| + | 13) مناقب سحنون. | ||
| + | |||
| + | 14) كتاب النسب. | ||
| + | |||
| + | غالب هذه التآليف ألفها لولي العهد الحكم الثاني، قال ابن الفرضي: بلغني أنه ألف له مائة ديوان. | ||
| + | |||
| + | '''المصادر والمراجع''' | ||
| + | |||
| + | - الاكمال لابن ماكولا 3/ 261. | ||
| + | |||
| + | - الاعلام 6/ 303. | ||
| + | |||
| + | - الانساب للسمعاني 5/ 142. | ||
| + | |||
| + | - تاريخ الطب العربي التونسي 76. | ||
| + | |||
| + | - تاريخ ابن الفرضي 2/ 614 - 615. | ||
| + | |||
| + | - ترتيب المدارك 4/ 531 - 532. | ||
| + | |||
| + | - جذوة المقتبس 48 - 49. | ||
| + | |||
| + | - بغية الملتمس 61 رقم 95 في ترجمة محمد بن أبي حجيرة الديباج 259 - 260. | ||
| + | |||
| + | - شجرة النور الزكية 94 - 95. | ||
| + | |||
| + | - شذرات الذهب 3/ 39. | ||
| + | |||
| + | - طبقات الحفاظ للسيوطي 397. | ||
| + | |||
| + | - العبر 2/ 324 - 325. | ||
| + | |||
| + | - مرآة الجنان لليافعي 2/ 375. | ||
| + | |||
| + | - معالم الإيمان 3/ 100 - 103. | ||
| + | |||
| + | - معجم الأدباء 18/ 111. | ||
| + | |||
| + | - معجم المؤلفين 9/ 45، 168. | ||
| + | |||
| + | - معجم المطبوعات 823 - 824. | ||
| + | |||
| + | - نور النبراس على سيرة ابن سيد الناس لإبراهيم الحلبي سبط ابن العجمي (خط، بالمكتبة الوطنية) 4/ 235 ب، محمد بن حارث بقلم محمد أبو الأجفان فصلة مستلة من النشرة العلمية للكلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين، السنة 4 العدد 4، 1976 - 1977. | ||
'''الهوامش | '''الهوامش | ||
مراجعة 08:41، 1 سبتمبر 2019
الخشني ( ... - حوالي 371 (1) هـ) (981 م)
محمد بن حارث بن أسعد الخشني (2) القيرواني، أبو عبد الله، المحدّث، الفقيه الأديب المؤرخ، الكيمياوي، نزيل الأندلس.
تفقه بالقيروان على أحمد بن نصر، وأحمد بن زياد الهواري، وأبي بكر بن اللبّاد، والممّسي، وغيرهم.
قدم الأندلس حدثا سنة 311/ 923، وسنه 12 سنة على ما قيل، وهذا محل نظر بل الغالب على الظن أنه عند ما انتقل إلى الأندلس لا تقل سنه عن العشرين لأن تراجمه للعلماء الافارقة تدل على معرفة ونقد، ويستبعد من صبي عمره اثنتا عشرة سنة أن يكون عارفا بأحوال المترجمين، وله ملكة نقدية، سمع بالأندلس من أحمد بن زياد، وأحمد بن عبادة، والحسن بن سعد، وقاسم بن أصبغ، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، ومحمد بن يحيى بن لبابة، وغيرهم من القرطبيين.
دخل سبتة قبل سنة 320/ 933 فحبسه أهلها عندهم، وتفقه عليه قوم منهم، وحقق لهم قبلة جامعهم فوجد فيه تغريبا فامتثلوا أمره وشرّقوها، ثم دخل الاندلس، وتردد في كور الثغور، واستقر آخرا بقرطبة، وإصلاحه لقبلة جامع سبتة وامتثال أهلها لأمره يدل على أنه شاب في طور الرجولة لا صبيا عمره اثنتا عشرة سنة، وكان له بالقيروان دكان يجلس فيه لبيعالأدهان للتجميل من صنعه لأنه كان حكيما يتصرف في الأعمال اللطيفة، وهذه حجة أخرى على أنه ارتحل من القيروان وسنه فوق الاثنتي عشرة سنة بنحو عقد من السنين، لأن من كان صبيا لا يصنع الأدهان، ويعرضها للبيع ويشتريها الناس.
قال أحمد بن عبادة: رأيت ابن الحارث في مجلس أحمد بن نصر - يعني وقت طلبه بالقيروان - وهو شعلة يتوقد في المناظرة.
ومما قيل في وصفه: أنه كان ذكيا فطنا متفننا عالما بالفتيا، حسن القياس في المسائل حافظا للفقه، متقدما فيه، عالما بالاخبار وأسماء الرجال، شاعرا بليغا إلاّ أنه يلحن، من أهل الفضل والاطلاع، وكان يتعاطى صناعة الكيمياء ولاّه الحكم المواريث ببجّاية، وولي الشورى بقرطبة، وتمكن للحديث من ولي عهدها الحكم الثاني المستنصر بالله الأموي، وألّف له تآليف حسنة، وآلت به الحال بعد موت الحكم إلى الجلوس في حانوت لبيع الأدهان.
توفي بقرطبة في 13 صفر، ودفن بمقبرة مومرة.
تآليفه
1) كتاب الاتفاق والاختلاف في مذهب مالك، توجد منه قطعة صغيرة الحجم ذات 16 ست عشرة ورقة، مكتوبة على الرق بالمكتبة الوطنية بتونس رقم 17778 (وأصلها من مكتبة القيروان).
2) كتاب أصول الفتيا، بالخزانة العامة بالرباط ضمن أول مجموع رقم 1729، والصديق الدكتور محمد أبو الأجفان بصدد تحقيقه.
3) كتاب الاقتباس.
4) تاريخ الافريقيين.
5) تاريخ علماء الأندلس.
6) تاريخ قضاة قرطبة، نشره المستشرق الاسباني جوليان ريبيرة بمدريد سنة 1914 معتمدا على النسخة المحفوظة باكسفورد، وأعاد نشره السيد عزت العطار الحسيني في القاهرة سنة 1372/ 1952.
7) كتاب التعريف.
8) طبقات علماء افريقية، حققه محمد بن أبي الشنب (الجزائر 1914) ذيلا لطبقات أبي العرب التميمي، وأعاد طبعه ذيلا لقضاة قرطبة السيد عزت العطار الحسيني.
9) رأي مالك الذي خالفه فيه أصحابه.
10) الرواة عن مالك.
11) كتاب فقهاء المالكية.
12) كتاب المولد والوفاة.
13) مناقب سحنون.
14) كتاب النسب.
غالب هذه التآليف ألفها لولي العهد الحكم الثاني، قال ابن الفرضي: بلغني أنه ألف له مائة ديوان.
المصادر والمراجع
- الاكمال لابن ماكولا 3/ 261.
- الاعلام 6/ 303.
- الانساب للسمعاني 5/ 142.
- تاريخ الطب العربي التونسي 76.
- تاريخ ابن الفرضي 2/ 614 - 615.
- ترتيب المدارك 4/ 531 - 532.
- جذوة المقتبس 48 - 49.
- بغية الملتمس 61 رقم 95 في ترجمة محمد بن أبي حجيرة الديباج 259 - 260.
- شجرة النور الزكية 94 - 95.
- شذرات الذهب 3/ 39.
- طبقات الحفاظ للسيوطي 397.
- العبر 2/ 324 - 325.
- مرآة الجنان لليافعي 2/ 375.
- معالم الإيمان 3/ 100 - 103.
- معجم الأدباء 18/ 111.
- معجم المؤلفين 9/ 45، 168.
- معجم المطبوعات 823 - 824.
- نور النبراس على سيرة ابن سيد الناس لإبراهيم الحلبي سبط ابن العجمي (خط، بالمكتبة الوطنية) 4/ 235 ب، محمد بن حارث بقلم محمد أبو الأجفان فصلة مستلة من النشرة العلمية للكلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين، السنة 4 العدد 4، 1976 - 1977.
الهوامش
(1) في تاريخ وفاته خلاف، منهم من جعلها سنة 331.وسنة 364، وغير ذلك، ورجح صاحب «الاعلام» وفاته سنة 366 وقلدت من ذكر وفاته سنة 371 لأن المستنصر مات سنة 366 والخشني عاش بعدها والغالب على الظن أنه عاش بعدها بضع سنوات ويبعد أنه توفي سنة 366 في عام وفاة المستنصر. (2) بالضم والفتح نسبة إلى خشن قرية بافريقية كذا في «شذرات الذهب».
