«نور الدين الخياشي»: الفرق بين المراجعتين
| (3 مراجعات متوسطة بواسطة 3 مستخدمين غير معروضة) | |||
| سطر 1: | سطر 1: | ||
[1918 - 1987م] | [1918 - 1987م] | ||
| + | [[ملف:نور الدين الخياشي بريشة والده الهادي الخياشي.jpg|تصغير|نور الدين الخياشي بريشة والده الهادي الخياشي]] | ||
| + | ولد بتونس العاصمة وبها نشأ في رعاية أبيه الرسّام [[الهادي الخياشي|الهادي الخيّاشي]] الذي تلقّى على يديه تكوينا أوّليا متينا ودرّبه على رسم عدّة لوحات. | ||
| + | في سنة 1937، تحوّل إلى روما وتعمّق في دراسة آثار "تيتيان" Titien، متبنّيا الطريقة الأكاديميّة ومتخصّصا في ترميم اللوحات الكلاسيكيّة القديمة، وفقا للمعطيات التاريخيّة. | ||
| − | |||
| − | |||
ولمّا عاد إلى وطنه في بداية الأربعينات، انتهج أسلوبا شخصيّا فريدا، بعيدا عن تأثيرات "مدرسة تونس"، فأنجز مجموعة من اللوحات المتميّزة مثل: "الحمّام"، "الحنّاء"، "الصبغة"، "العروسة"... وكلّها مستوحاة من العادات والتقاليد التونسيّة الأصيلة، فكانت شهادة كالتي يقدّمها المؤرّخ أو عالم الاجتماع على ماضي تونس، مثلها في ذلك كمثل لوحاته "الدقّاز" و"الدرويش" و"مقياس الذهب" و"خزّاف قلاّلة" و"الصرّاف" و"حلاّق المدينة" و"طبّال الباشا" وغيرها. | ولمّا عاد إلى وطنه في بداية الأربعينات، انتهج أسلوبا شخصيّا فريدا، بعيدا عن تأثيرات "مدرسة تونس"، فأنجز مجموعة من اللوحات المتميّزة مثل: "الحمّام"، "الحنّاء"، "الصبغة"، "العروسة"... وكلّها مستوحاة من العادات والتقاليد التونسيّة الأصيلة، فكانت شهادة كالتي يقدّمها المؤرّخ أو عالم الاجتماع على ماضي تونس، مثلها في ذلك كمثل لوحاته "الدقّاز" و"الدرويش" و"مقياس الذهب" و"خزّاف قلاّلة" و"الصرّاف" و"حلاّق المدينة" و"طبّال الباشا" وغيرها. | ||
ولنور الدين الخيّاشي ولع خاصّ بجدليّة النور والظلمة، وهي عنده ليست مجرّد ألاعيب شكليّة بل كان يسعى جاهدا إلى مصالحتها والارتقاء بها إلى درجة من الكمال الروحانيّ. | ولنور الدين الخيّاشي ولع خاصّ بجدليّة النور والظلمة، وهي عنده ليست مجرّد ألاعيب شكليّة بل كان يسعى جاهدا إلى مصالحتها والارتقاء بها إلى درجة من الكمال الروحانيّ. | ||
| − | في سنة | + | في سنة 1961، أنجز مجموعة من الرسوم الشخصيّة لبايات تونس، وقد عرضت في القصر الرئاسي ب[[قرطاج]] بعد أن ظلّت معروضة في قصر [[باردو]] مدّة طويلة. |
| + | |||
وفي السنوات الأخيرة من حياته، شارك في عدّة معارض بتونس وإيطاليا والمغرب وألمانيا وأقام في سنة 1982 معرضا شخصيّا بقاعة يحيى بالعاصمة. وفي السنة الموالية، قصد المملكة العربية السعوديّة بدعوة من حكومتها، حيث أنجز رسوما شخصيّة لملوكها وأمرائها، فكان بفنّه المتميّز بمنزلة سفير لتونس بهذا البلد الشقيق. | وفي السنوات الأخيرة من حياته، شارك في عدّة معارض بتونس وإيطاليا والمغرب وألمانيا وأقام في سنة 1982 معرضا شخصيّا بقاعة يحيى بالعاصمة. وفي السنة الموالية، قصد المملكة العربية السعوديّة بدعوة من حكومتها، حيث أنجز رسوما شخصيّة لملوكها وأمرائها، فكان بفنّه المتميّز بمنزلة سفير لتونس بهذا البلد الشقيق. | ||
ويرى الناقد مصطفى شلبي أنّ [[نور الدين الخياشي|نور الدين الخيّاشي]] "قد فتح الرسم لتونس كما فتح تونس للرسم، وتحمّس لتوثيق صلة تونس بهذا الفنّ مثلما تحمّس للمصالحة والتوفيق بين النور والظلمة". | ويرى الناقد مصطفى شلبي أنّ [[نور الدين الخياشي|نور الدين الخيّاشي]] "قد فتح الرسم لتونس كما فتح تونس للرسم، وتحمّس لتوثيق صلة تونس بهذا الفنّ مثلما تحمّس للمصالحة والتوفيق بين النور والظلمة". | ||
| سطر 12: | سطر 14: | ||
[[تصنيف:الموسوعة التونسية]] | [[تصنيف:الموسوعة التونسية]] | ||
| − | [[تصنيف: | + | [[تصنيف:الفن]] |
المراجعة الحالية بتاريخ 09:29، 21 فبفري 2017
[1918 - 1987م]
ولد بتونس العاصمة وبها نشأ في رعاية أبيه الرسّام الهادي الخيّاشي الذي تلقّى على يديه تكوينا أوّليا متينا ودرّبه على رسم عدّة لوحات. في سنة 1937، تحوّل إلى روما وتعمّق في دراسة آثار "تيتيان" Titien، متبنّيا الطريقة الأكاديميّة ومتخصّصا في ترميم اللوحات الكلاسيكيّة القديمة، وفقا للمعطيات التاريخيّة.
ولمّا عاد إلى وطنه في بداية الأربعينات، انتهج أسلوبا شخصيّا فريدا، بعيدا عن تأثيرات "مدرسة تونس"، فأنجز مجموعة من اللوحات المتميّزة مثل: "الحمّام"، "الحنّاء"، "الصبغة"، "العروسة"... وكلّها مستوحاة من العادات والتقاليد التونسيّة الأصيلة، فكانت شهادة كالتي يقدّمها المؤرّخ أو عالم الاجتماع على ماضي تونس، مثلها في ذلك كمثل لوحاته "الدقّاز" و"الدرويش" و"مقياس الذهب" و"خزّاف قلاّلة" و"الصرّاف" و"حلاّق المدينة" و"طبّال الباشا" وغيرها. ولنور الدين الخيّاشي ولع خاصّ بجدليّة النور والظلمة، وهي عنده ليست مجرّد ألاعيب شكليّة بل كان يسعى جاهدا إلى مصالحتها والارتقاء بها إلى درجة من الكمال الروحانيّ. في سنة 1961، أنجز مجموعة من الرسوم الشخصيّة لبايات تونس، وقد عرضت في القصر الرئاسي بقرطاج بعد أن ظلّت معروضة في قصر باردو مدّة طويلة.
وفي السنوات الأخيرة من حياته، شارك في عدّة معارض بتونس وإيطاليا والمغرب وألمانيا وأقام في سنة 1982 معرضا شخصيّا بقاعة يحيى بالعاصمة. وفي السنة الموالية، قصد المملكة العربية السعوديّة بدعوة من حكومتها، حيث أنجز رسوما شخصيّة لملوكها وأمرائها، فكان بفنّه المتميّز بمنزلة سفير لتونس بهذا البلد الشقيق. ويرى الناقد مصطفى شلبي أنّ نور الدين الخيّاشي "قد فتح الرسم لتونس كما فتح تونس للرسم، وتحمّس لتوثيق صلة تونس بهذا الفنّ مثلما تحمّس للمصالحة والتوفيق بين النور والظلمة".

